القلق: ما أنواعه وأسبابه وطرق علاجه؟
القلق هو مشكلة شائعة تؤثر على كثير من الناس، يمكن أن يجعلك تشعر بعدم الارتياح أو الخوف باستمرار، وبالتالي يعتبر من المشاكل السلبية التي قد تحتاج إلى علاج فوري، وسواء كنت تعاني من قلق شديد أو خفيف، لا يجب إطلاقًا تأخير خطوة العلاج.
سوف نساعدك اليوم في دليلنا الشامل هذا في معرفة ما هو القلق وأنواعه وكيف تظهر أعراضه عليك، وكذلك سوف تكتشف أيضًا ما هي أسبابه الشائعة وطرق علاجه الفعالة.
ما هو القلق؟ وما أنواعه؟
يمكن وصف القلق بأنه شعور بالتوتر أو عدم الارتياح بشأن شيء ما له نتيجة غير مؤكدة، فالقلق هو تجربة إنسانية طبيعية خلال الأوقات العصيبة، وعلى الرغم من أنه يجلب بعض الانزعاج للشخص المصاب به، إلا أنه يعتبر شعورًا طبيعيًا يصاب به ملايين الأشخاص حول العالم.
من الطبيعي أن يكون لديك بعض القلق في حياتك اليومية، لكن يجب دائمًا تحديد النوع الذي تُصاب به من حين إلى آخر حتى تتمكن من معالجته بطريقة صحيحة.
هناك عدة أنواع رئيسية من القلق، كل منها له مجموعة أعراض خاصة به، ولكن جميعها تتميز بالخوف المفرط أو التوتر الشديد، وفيما يلي سنذكر لك تفاصيل مهمة تخص كل نوع.
1- اضطراب القلق العام (GAD)
إنه تشخيص واسع النطاق لأنه لا يحتوي على أعراض فريدة، وتختلف من شخص لآخر، قد يتم تشخيصك باضطراب القلق العام إذا كنت تشعر بالقلق لمعظم الأيام على مدار 6 أشهر، وقد تداخل ذلك بشكل كبير مع حياتك اليومية.
يشعر الأشخاص المصابون باضطراب القلق العام بالقلق المستمر بشأن الحياة اليومية، وقد لا تكون هناك أسباب أو محفزات واضحة لذلك، وقد تشمل أعراضه مشاكل النوم والأرق والتعب وصعوبة التركيز.
2- اضطراب الوسواس القهري (OCD)
يتميز هذا الاضطراب بسلوكيات أو أفكار تبدو من المستحيل السيطرة عليها وإيقافها، وتسبب هذه الأفكار الضيق الشديد لأصحابها، وعادة يكون سببها مثل الخوف من التلوث بالجراثيم، القلق بشأن إلحاق الأذى بشخص ما وهكذا.
ويمكنك التعرف على أعراض هذا النوع بسهولة لأنه عادة ما يكون متمثل في أشياء مثل القيام بأفعال معينة مثل ترتيب الأشياء بطريقة معينة أو العد إلى رقم معين وهكذا.
3- اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD)
قد يصاب الأشخاص بهذا النوع من الاضطراب بعد التعرض لأحداث صادمة أو مهددة للحياة، وتتضمن أعراضه الكوابيس حول التجربة الصادمة، الانسحاب من الآخرين، الانزعاج بسهولة، واليقظة المفرطة.
توصف هذه الأعراض بأنها رد فعل إجهادي حاد، وتختفي في الغالب في غضون أسابيع قليلة. قد يتم تشخيص الشخص باضطراب ما بعد الصدمة إذا استمرت الأعراض لأكثر من شهر.
4- اضطراب الهلع
يتميز هذا الاضطراب بنوبات هلع شديدة ومفاجئة دون سبب أو محفز واضح والخوف المستمر من التعرض لنوبة أخرى، قد تستمر نوبة الهلع من 5 إلى 20 دقيقة وغالبًا ما تتسم بمشاعر أقوى من أنواع أخرى من اضطرابات القلق، كما يمكن أن تشبه النوبة القلبية.
تشمل أعراض هذا الاضطراب، ألم في الصدر، الشعور بالإغماء أو الدوار، تسارع ضربات القلب، الغثيان أو التعرق أو الارتعاش وهكذا.
ما هي أسباب القلق؟
العوامل التي قد تؤدي إلى القلق متنوعة ومختلفة من شخص إلى آخر، وبالتالي سنذكر لك أبرز العوامل الشائعة لمساعدتك في معرفة السبب الذي قد يجعلك تشعر بالقلق المستمر.
العوامل البيولوجية
يمكن أن يكون القلق متجذرًا في عوامل بيولوجية مختلفة قد تجعل الفرد أكثر عرضة للقلق، فالوراثة يمكن أن تلعب دورًا كبيرًا في إصابتك بالقلق، كما يمكن أن يكون اختلال التوازن في المواد الكيميائية في الدماغ، مثل السيروتونين والدوبامين، عاملاً مساهمًا أيضًا.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تسبب بعض الحالات الطبية، مثل مشاكل الغدة الدرقية أو عدم انتظام ضربات القلب، أعراض القلق أو تفاقمها.
المحفزات البيئية
يمكن للبيئة التي يعيش فيها أو يعمل بها الشخص أن تؤثر بشكل كبير على مستويات القلق، فالأحداث الحياتية المجهدة الكبرى مثل فقدان أحد الأحباء أو فقدان الوظيفة أو الطلاق أن تؤدي إلى نوبات القلق.
كما يمكن أن تؤدي بيئات العمل عالية الضغط، والافتقار إلى التوازن بين العمل والحياة، والضغوط المالية إلى رفع مستويات القلق.
العوامل النفسية
تنبع هذه العوامل من شخصية الفرد وتجاربه الحياتية، حيث يمكن لبعض السمات الشخصية، مثل الحساسية المفرطة أو الميل إلى الكمال، إلى زيادة احتمالية الإصابة بالقلق، كذلك تجارب الطفولة، بما في ذلك الإهمال أو الإفراط في الحماية، أن تشكل قابلية الفرد للإصابة بالقلق.
ما هي أعراض القلق؟
يمكنك التعرف على القلق بسهولة بسبب الأعراض الواضحة التي تظهر على المصابين به، ويتم تقسيم الأعراض إلى جسدية ونفسية وسلوكية، فيما يلي سنذكر لك كل هذا بالتفصيل:
الأعراض الجسدية
يمكن أن يتجلى القلق بطرق مختلفة جسديًا، وقد تختلف هذه الأعراض من شخص لآخر.
- زيادة معدل ضربات القلب: يمكن أن يكون الشعور بأن قلبك ينبض بسرعة أو بقوة علامة شائعة للقلق
- التعرق: يمكن أن يشير التعرق المفرط، حتى عند عدم بذل أي مجهود، إلى القلق
- الرجفة: قد يشعر الشخص بارتعاش أو رجفة لا يمكن السيطرة عليها
- ضيق التنفس: غالبًا ما يظهر القلق عليك بشكل صعوبة في التنفس أو شعور بضيق في الصدر
- التعب الشديد: يمكن أن يكون القلق مرهقًا جسديًا مما يؤدي إلى شعورك بالتعب الشديد في جسمك بالكامل
الأعراض النفسية والعاطفية
يمكن أن يؤثر القلق أيضًا بشكل كبير على نفسيتك وعاطفتك، حيث تظهر عليك أعراض مثل:
- التوتر المستمر: يمكن أن يتمثل القلق في شكل توتر مستمر حتى بشأن الأمور الصغيرة أو غير المهمة
- الأرق: عدم القدرة على الاسترخاء أو الشعور بالأرق بشكل غير عادي
- العصبية: الانفعال أو الغضب بسهولة بسبب أمور بسيطة
- صعوبة التركيز: غالبًا ما يحدث ذلك نتيجة لأفكار القلق المستمرة التي تسيطر عليك
الأعراض السلوكية
يمكن أن تؤثر الأعراض السلوكية للقلق بشكل كبير على الحياة اليومية والروتين الخاص بالشخص المصاب بها، يمكن أن يكون التعرف على هذه التغييرات مفتاحًا لفهم القلق وإدارته بشكل جيد، وتتمثل أعراضه فيما يلي:
- التجنب: غالبًا ما يبدأ الأشخاص المصابون بالقلق في تجنب الأماكن أو المواقف أو الأنشطة التي تثير قلقهم
- السلوك القهري: القيام بأفعال أو روتين معين بشكل متكرر للتعامل مع مشاعر القلق
- الانسحاب الاجتماعي: تقليل التفاعلات والارتباطات الاجتماعية لمنع المواقف المثيرة للقلق
متى يكون القلق خطيرًا؟
على الرغم من أن القلق شعور طبيعي قد يحدث لنا جميعًا، إلا إنه قد يسبب مضاعفات خطيرة للبعض، تتمثل في:
- الاكتئاب الشديد
- مشاكل في المعدة والهضم
- صداع شديد ومستمر
- اللجوء إلى تناول أدوية بدون وصفة من الطبيب
تشخيص القلق:
في حالة شعورك بأنك مصابًا بأي نوع من أنواع القلق، يجب أن تستشير طبيب متخصص، حيث سيقوم بعمل تقييم طبي لك وسيجري أيضًا فحصًا جسديًا شاملًا وسوف يسأل عن تاريخك الطبي، وأي أدوية تتناولها وما إذا كان أي من أفراد عائلتك قد تم تشخيص إصابته باضطراب القلق.
لا توجد اختبارات دم أو فحوصات تصوير يمكنها تشخيص اضطرابات القلق، لكن قد يحتاج الطبيب لبعض الاختبارات لاستبعاد الحالات الجسدية التي قد تسبب أعراضك، مثل فرط نشاط الغدة الدرقية، على سبيل المثال.
سيجري أيضًا الطبيب النفسي مقابلة معك ويطرح أسئلة حول أعراضك وعادات النوم والسلوكيات الأخرى، ويتم بعد ذلك وضع التشخيص لحالتك بسهولة مع تحديد أي نوع من القلق أنت مصاب به.
ما هو علاج القلق؟
لا يوجد نهج واحد يناسب الجميع، لذا يجب أن تعلم جيدًا أن الطرق العلاجية للقلق التي سنذكرها لك الآن يفضل أن تستشير طبيبك قبل القيام بها لأن حالات القلق مختلفة من شخص لآخر، وبالتالي يمكن أن يتناسب معك طريقة علاجية لا تتلاءم مع حالة أخرى.
لذلك سوف نذكر لك بعض الطرق الشائعة التي حققت نتائج جيدة مع مصابي القلق على مدار السنوات الماضية.
1- العلاج بالطفو
يمكن أن يساعد العلاج بالطفو الذي يقدمه لك مركز ديفي Defy في تحقيق الاسترخاء المطلوب والشعور بالهدوء الكبير الذي يجعلك تواجه القلق بطريقة فعالة، حيث يتم استخدام أحدث الأجهزة الطبية لضمان حصولك على تجربة مثالية.
فالعلاج بالطفو يعتمد على فكرة وضع جسمك بالكامل فوق سطح الماء المالح دون أي مجهود منك حيث تعمل الجاذبية على دعم الجسم، ومع الانتظام على الجلسات، ستجد أنك تشعر بالاسترخاء العميق واستعادة التوازن والهدوء في الجسم والعقل.
2- العلاج بالتبريد
يعتبر العلاج بالتبريد أيضًا من الخدمات المميزة والفعالة التي يقدمها لك مركزنا، حيث يعتمد على فكرة وضعك في درجات حرارة منخفضة للحد من الألم وجعلك تشعر بالراحة والاسترخاء التي تقلل بشكل مباشر من القلق الذي يسيطر عليك.
حيث يتم استخدام أجهزة متخصصة حديثة ومتطورة تجعلك تشعر بهدوء وراحة في كل أجزاء جسمك، كما إنها تساعد في تهدئة الأعصاب وكذلك تقليل الالتهابات والآلام الجسدية التي قد تشعر بها نتيجة القلق.
3- الأدوية
يمكن وصف أدوية مختلفة لتخفيف أعراض اضطرابات القلق، وتشمل هذه الأدوية ما يلي:
- مضادات الاكتئاب، وخاصة تلك التي تعمل على التحكم في مستويات السيروتونين في الدماغ
- أدوية للتحكم في ضربات القلب وتقليل الرجفة والارتعاش
- أدوية مهدئة يمكن أن تقليل من مشاكل القلق النفسية
4- العلاج النفسي
يعتبر العلاج النفسي من أكثر الطرق الشائعة في مواجهة القلق، حيث يمكن للطبيب النفسي معرفة السبب الرئيسي لشعورك بالقلق والبدء في معالجته بالطريقة التي تناسب شخصيتك وطبيعة حياتك.
كلما كان العلاج النفسي سريعًا وفي وقت مبكر، ستحصل على نتائج إيجابية في الوقت المناسب قبل أن تُسيطر عليك مشاعرك السلبية التي تكبر بسبب القلق الشديد.
كيف يمكن الوقاية من القلق؟
هناك بعض الأشخاص المصابون بالقلق الشديد بسبب نمط الحياة المرهق، لذلك هناك بعض الطرق البسيطة التي قد تساعد في الوقاية من فرط القلق وحدوث مشكلة نفسية، فيما يلي سنذكر لك أبرز هذه الطرق الوقائية:
- تعتبر تمارين التنفس العميق حجر الأساس لتقليل القلق، حيث يمكن أن يساعدك أخذ أنفاس بطيئة وعميقة ومنتظمة على تحرير عقلك من الأفكار المقلقة وجعلك تشعر بالهدوء
- اعتمد على التخيلات الموجهة مثل تصور أماكن أو مواقف هادئة لاستحضار الاسترخاء، وعند فعل ذلك، يجب عليك استخدام كل حواسك لجعله حقيقيًا قدر الإمكان
- تساعد تمارين الاسترخاء العضلي على أن تصبح أكثر وعيًا بالأحاسيس الجسدية من خلال التركيز على شد ثم إرخاء مجموعات عضلية مختلفة، إذا مارست هذه التمارين بانتظام، فستحصل على الاسترخاء التام الذي تبحث عنه في أجزاء مختلفة من جسمك
- اليوجا تعتبر من الأساليب الفعالة أيضًا للوقاية من القلق، فما عليك سوى التدرب عليها كل يوم لمدة 20 دقيقة على الأقل وأن تتحلى بالصبر
في نهاية حديثنا اليوم عن القلق، ننتظر اتصالك بمركز ديفي Defy للحصول على خدمة مميزة تساعد في تخفيف قلقك بأحدث الطرق المتوفرة، تواصل معنا الآن!